[Among balsams and silences] , Nestor Millan
تميز الإنسان عن غيره من الكائنات بأمور كثيرة وصفات عديدة لا يكاد يحصرها عدد، لكن أهم هذه الميزات وأجداها وأنفعها هي المقدرة على موازنة أفكاره وتقييم أفعاله وتفسير إنتاجه، هذا التفسير يأتي مختلفاً ومتبانياً، فمن تفسير لضربة فرشاة حادة كانت أو مرنة إلى تفسير سبب دخول لون قبل آخر ..
هذه العملية من التفاسير المتعددة للإنتاج الواحد أنتج لنا ما نسميه الآن بالفن – هذه العملية التي يتبجح بها الإنسان ويتباهى بها بالرغم من أنه يطلق على بناء العصافير أعشاشها فناً طبيعياً مميزاً وغير مكرر –
فالفن مُصطلح صعب التفسير والتوضيح في نقاط بسيطة، الفن تميز بأنه لا يمكن حصره ولا يمكن تسويره بأسس محدده مقفولة في بطون الكتب و أمهاتها، بل هو مصطلح مرن متغير ومتكيف، يصعد مع البشرية في رحلاتها ويترجم أحاسيسها ومشاعرها سواء كانت مكتوبة، معكوسة على ورق شاف، مرسومة أو حتى منحوته بالكلس ..
يعرف البعض الفن بأنه التعبير الإبداعي الذي ينتجه بعض النساء أو الرجال لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم، فالعمل الفني هو الترجمة المُشاهدة لفكرة ما أو لتجربة يعبر عنها الفنان من خلال وسيط معين وهو أداه معينه تستخدم لصنع هذا العمل الفني
والفن هو إيصال أفكار معينه بدون استخدام العملية اللغوية لشرحها فالفن يتعامل مع الفكرة، شعور وملاحظات قد لا يستطيع الفرد وصفها بشكل تام ومرضي من خلال الكلمات فحسب.
إنه المقدرة على إختزال المشاعر البشرية المتأججة والفلسفة العقلية الثائرة في قطعة جمالية تُشبع البصر وترضيه خلال إيصالها أفكارها وأسرارها التي تعتمد بشكل كبير على المتلقي أولاً، والوسط الإجتماعي المصنوعة فيه ثانياً وحالة الفنان وهي النقطة الثالثة وأكثرها أهمية نظراً لأن الفنان وحالته العاطفية\العقلية\الإجتماعية تؤثر وبشكل كبير وأساسي بالعمل الفني الذي ينتجه، ولنا ببيكاسو والمراحل الفنية التي مر بها خلال حياته الفنية أكبر دليل.
"Head of a Woman", 1907
الأمر الممتع والمثير بالفن وماهيته هو أن معناه وتفسيره يختلف مع مرور الزمن وإختلاف الثقافات في العصر الواحد، فما يراه أفراد العصر الحجري فناً في الرسم على جدران الكهوف، نراه نحن محاولات بدائية للتواصل. وذلك يظهر جلياً وبشده لدى متابعتنا المدارس الفنيه المشهورة، حيث يرى البعض أن التكعيبية أو السيريالة غير مقبولة كما هي المدرسة الرومانسية مثلاً نظراً لأن الحراك الفني في البيئة التي يعيش فيها مرتكزاً حول المدرسة الرومنسيه ومواضيعها وتطبق خواصها ..
فوظيفة الفن بشكل عام هي التواصل وتبادل المعلومات -مهما كانت هذه المعلومات- فجميعنا يعرف المثل القائل الصورة قد تغني عن ألف كلمة .. بعض الفنانين من جهة أخرى ثاروا على هذه الوظيفة وحاجوا أن الفن يجب أن لا يكون له وظيفة سوى لذاته ! فالفن للفن والجمال للجمال، بدون أن يرتبط بعامل آخر يحيد به إلى عمل توعوي أو تعليمي ..
دعوني الآن أقتبس كلاماً جميلاً قرأته في صفحة إجابات قوقل عن تعبير أحدهم عن غرض الفن، حيث يمكنك أن تلتمس وتشعر بجياشة المشاعر وعمق الكلمات التي تصف لنا هذا العالم البصري المغذي للروح البشرية :
الغرض من الفن هو اثارة الأحاسيس والأثاره العاطفيه يجب ان لا تكون مجرد تأثير عابر ، بل يجب ان تكون قوة العاطفه الجياشه على المُتلقي بالغة العمق بحيث يبقى بعد زوال المؤثر المباشر انطباع دائم يثير التفكير . وما لم يحفز العمل الفني المشاعر والأفكار لايمكن اعتباره عملا فنيا . الأثاره وحدها التي يحدثها العمل الفني غير كافيه لأعطاء المُتلقي ما يفكر فيه ، ولكنها ايقضت تجاربه الذاتيه ، وتصوراته وافكاره عن الحياة ودفعتها الى دائرة الأدراك والعمل . وهو قد يدفع الأنسان لأدراك اسرار الحياة بعمق وعلاقة الأنسان بها . ومعرفة القوى الأساسيه والغيبيه التي تشكلها مثل الله والطبيعه والكون . واذا اردنا ان نفهم من اين وكيف استمد العمل الفني القوه التي تُحرك احاسيسنا ومشاعرنا او التي تجعلنا نفكر بعمق ، يجب علينا ان نرجع الى الفنان نفسه ، لكي ينقل الفنان المُبدع هذه القوه من تعبيره الفني ، ينبغي عليه اولا ان يمتلك في داخله موهبه عبقريه تمكنه من الأنفعال عاطفيا وذهنيا ازاء شئ ما في الحياة ، هذا الشئ في الدراما هو الأنسان من حيث علاقته بالبيئه او الأحداث المُحيطه به وردود افعاله تجاهها . ومن خلال قدرته الكبيره على الأنفعال يستطيع الفنان بدوره ان يحرك مشاعرنا . ومن ثم فان الغرض من الفن هو اثارتنا وتحريضنا عاطفيا وذهنيا بنفس الطريقه التي التي انفعل بها الفنان عندما تلقى الهامه للخلق من الطبيعه . لكل فن من الفنون عباقرته الذين ابدعوا الروائع دون مساعدة مدرب او معلم . ولم تشذ الدراما عن هذه القاعده . وكثيرا ما تُستخدم هذه الحقيقه كحجه على ان المدرسين لا ضروره لهم وانه اذا كان عند الشخص قدره على الأبداع كممثل او مخرج او موسيقي او تشكيلي او كاتب مسرحي ، فأنه سوف يخلق ويبتكر . ان الأساتذه الكبار فعلوا هذا في الماضي وسوف يكررون ذلك في الستقبل . هذا صحيح ، لكن النتيجه المترتبه على هذا ان كل موهبه سوف تجد التعبير الخاص بها قول غير دقيق . فلكم اندثر كثير من اعظم الموهوبين دون ان يعرفهم او ينتبه اليهم احد لأنهم كانوا يفتقرون الى الوعي المعرفي بالشكل والذهن الأستدلالي الذي ينظم ويرتب افكارهم . ان تذوق الفن ليس بالنسبه لمعظمنا رد فعل او انفعال تلقائي . فروائع الفن لا تثير انطباعا لدى العين والأذن غير المدربه وغير المعتاده وهذا لا يقتصر على عدد محدود من الأفراد بل يشمل ذلك جماهير غفيره من الناس ينبغي تدريبها على تذوق الأعمال الفنيه بمختلف انواعها من اجل رفع مستوى الذائقه الفنيه عند الناس من مختلف شرائح المجتمع وطبقاته حتى يمكنها التمييز بين الفن الحقيقي والفن الزائف . الفن الراقي ليس حكرا لشريحه او طبقه معينه ، الفن الجاد هو لكل الناس .
وعندما نتحدث عن الفن، فإن الرسم والنحت والطباعة والتصوير والتجسيد هي ما يخطر ببالنا مُباشرة، لكن في هذا العصر تم تضمين صناعة الأفلام والبرامج التلفزيونية داخل الفن.
أيضاً فإن تطور الحواسيب قدم لنا مجموعة جديدة من الفنون الرقمية من خلال صناعة الأفلام والجرافيكس والرسم الرقي والتصميم الرقمي من خلال أدوات غير حسية متمثلة في البرامج الألكترونية القادرة على ترجمة أفكار ومشاعر وأحاسيس الفنان كما يرغب وبشكل مُبتكر سواء كان ثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد
الضغط على الصورة يفتح لك النسخة الأساسية الغير مترجمة
كما نرى في المخطط السابق، كيف تفرعت الفنون وتنوعت أقسامها حتى لتتسائل إن كان هُنالك مجال لم يخض فيه الإنسان سُفن إبداعه فيه بعد!
وهذا التنوع الهائل والإصدارات الغير متوقفه خلقت إشكالية تصنيف، حيث كيف يتم جمع الفنون تحت عناوين محددة وتصنيفات معروفة تمكن الباحث أو الدراس أو حتى المهتم من البحث المركز ؟
من حسن الحظ أن ريتشارد ووليهم يضع ثلاثة مناهج للفن:
الواقعية، حيث الجودة الجمالية هي قيمة مطلقة مستقلة عن أي رأي الإنسان
الموضوعية، حيث أنه هو أيضا قيمة مطلقة، ولكن يعتمد على التجربة الإنسانية عامة
النسبوية، وهو ليس من قيمة مطلقة، المنحى الفلسفي الذي يقول يعدم وجود حقيقة مطلقة.
وقد قسم الفن قديما إلى سبعة أقسام لكن حديثا فقد قسم إلى ثلاثة أقسام شاملة هي :
الفن التشكيلي، مثل الرسم – الألوان – الخط – الهندسة – التصميم – فن العمارة – النحت – الصناعات التقليدية – الأضواء….
الفن الصوتي، مثل الموسيقى – الغناء- عالم السنما والمسرح – الشعر – الحكايات – التجويد – لترتيل…
الفن الحركي، مثل الرقص – السرك – الألعاب السحرية – بعض الرياضات – البهلوان والتهريج – مسرح الميم – الدمى..
ماهو الفن التشكيلي ؟
للفنان العراقي : ثامر داوود
من ماوجدته من ماوصف الفن التشكيلي من خلال بحثي على الإنترنت هو ماكتبه الأخ أحمد جوهر في وصفه للفن التشكيلي :
الفن التشكيلي و بالرغم من انه في غالب الأحيان يفتح تلك الآفاق من الخيال غير انه مبني على عناصر مادية تشغل كتله من الفراغ سواء أكانت مسطحه مثل اللوحات أو مجسمه مثل التماثيل و غيرها تلك الأعمال التركيبية و البنائية , و هذا ما يطرح ذلك التحدي الصعب على النقاد و الباحثين في مجال الفن التشكيلي للتوصل إلى تعريف شامل (…) دون نسيان عامل الشخصية و الأسلوب الخاص للفنان الذي يميزه عن باقي مرتادي هذا العالم التشكيلي الواسع .
كذلك عُرف الفن التشكيلي بأنه هو كل شيء يؤخذ من حياتنا اليومية او الواقع . ويتم صياغته بطريقة جديدة..أي يشكل تشكيلاً جديداً.. وهذا ما يٌنطق عليه بــ كلمة (التشكيل) .
والتشكيلي : هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال آخذاً مفرداته من محيطه ولكل إنسان رؤيـته ونهجه الخاص..
هذه المدارس التشكيلية هي : المدرسة الواقعية، الكلاسيكية، الرمزية، الرومانسية، التعبيريه، التجريدية، الإنطباعيةالإنطباعية الجديدة، السيرياله، الوحشية، التكعيبية، المستقبلي هو أخيراً الدادائيه
سأعرض كُل مدرسة مع تعريفها وأحد أبرز فنانيها لنرى كيف أن بعض الإختلافات في “الفكرة” المستخدمه، أو التنفيذ قد تتسبب في إنشاء مدرسة فنية جديدة ومُبتكره تختلف عن سابقاتها من حيث الناتج العام للعمل الفني
Realism المدرسة الواقعية
lya Repin, They did not Expect Him, 1884-1888.
المدرسة الواقعية هي حركة نشأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا بعد ثورة مارس 1848 الفاشلة إلى حكم بسمارك، أي تقريباً بين 1850 إلى 1890. هذه الحركة الجديدة رفضت الحركة الرومانسية المسيطرة على الأدب والفن الفرنسيين منذ القرن الثامن عشر، وتمحورت حول تصوير الأشياء والعلاقات بصورة واضحة كما هي في اعالم الحقيقي الواقعي، وبتصوير الجوهر الداخلي للأشياء بعكس الرومانسية الحالمة والإنفعال المبالغ فيه في الحركة الرومانسية.
على الرغم من الاختلافات الموجودة بين أدباء هذه الفترة, كانت هناك رغبة واحدة تجمع بينهم, وهي أن يصوروا الحياة في كتاباتهم بواقعية, ويقول فونتانه: “الواقعية هي انعكاس للحياة الحقيقية”. وقد صاغ أوتو لودفيج مفهوم الواقعية بأن : “الواقعية تريد أن تعبر عن عالم تكون فيه العلاقات أوضح مما هي عليه في العالم الحقيقي, ولا بد من أن تعبر عن الجوهر الداخلي للأشياء”. كما أن الواقعية تخلت عن ضرورة انعكاس مشاعر الكاتب وموقفه الخاص في ما يكتب. فالعالم يجب أن يصور من دون أي محاولات للتفسير, ومن دون أي انحياز إلى موقف دون آخر, كلما أمكن ذلك.
وهذا ما ميز الفنان الواقعي عن أخيه الرومانسي، فالواقعي يهتم بموضوع لوحته دون أن تتداخل مشاعره وآراءه الشخصية فيما يترجمه، فهو يعمل عمل العدسة الفاحصة لحقيقة الحياة دون أي تعديل أو تحوير، فهو ينقلها بأمانة كما الكاميرا الفوتوغرافية، وبتجرده هذا ينقل صورة “واقعية” للعالم من حوله.
من أبرز فناني هذه المدرسة : Gustave Courbet, Jean-François Millet, Honoré Daumier, Jean-Baptiste-Camille Corot.
Classicism المدرسة الكلاسيكية
Lightmatter Sistine Chapel ceiling - Michelangelo
بدايةً لابد لنا أن نعرف معنى كلمة كلاسيكية ( CLASSICAL) إذ يخطيء الكثيرون بإعتقادهم أن معنى الكلمة هو( الشيء التقليدي أو القديم ) . لكن في الواقع أن معنى كلاسيكي هو الطراز الأول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز. وهي كلمة يونانية الأصل ، وأطلقت على الفن الأغريقي اليوناني القديم في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد ، وذلك لأن الفن الأغريقي سواء في النحت أو في الرسم قد أعتمد الأصول الجمالية المثالية ، وقد اختاروا الكمال الجسماني للرجل والمرأة .
الكلاسيكية بدأت في إيطاليا، وللفنان العظيم مايكل أنجلو الكثير من المنحوتات والرسومات التي تتبع هذا النهج من الكمال النموذجي لأعماله، انتشرت الكلاسيكية في فرنسا منذ عصر الملك الفرنسي لويس الخامس عشر، لكنها اضمحلت لتعود مجدداً بعد الثورة.
تتميز أعمال المدرسة الكلاسيكية بتحويل صور الطبيعة إلى قيم زخرفية وأشكال هندسية، كما أنها تُهمل اللون وبالكاد تجد مساحات لونية مُعبرة بل تُستبدل بالزخرفة ومن أكثر عيوب الكلاسيكية هو إطرها الضيق الذي تحول فيه الموضوعات إلى أُطر مثالية كاملة لا تعبر عن الحياة وحركتها ومرونتها ولا تعكس الحياة النابضة كما تفعل باقي المدارس الفنية .
من أشهر رواد هذه المدرسة : ليوناردو دافنشي، مايكل أنجلو و نيكولاس بوسان
Romanticism المدرسة الرومانسية
Chalk Cliffs on Rügen 1818 - Caspar David Friedrich
في الفنون التشكيلية مُصطلح الرومانسية يستخدم للإشاره إلى أي توجه يبدأ في أي وقت مُعطى، خاصة في مجال الفنون في العصر التاسع عشر. فرومانسية العصر التاسع عشر تتميز بأنها تتحاشى الأساليب والطرق التي تنتهجها المدرسة الكلاسيكية الجامدة بقوانينها، كما أنها تركز على المشاعر والروحانيات وعكسها في أعمالها التي تعبر عن مثاليات مُستحية و شوق دائم ومستمر للماضي وللإرتقاء. كما أن المدرسة الرومانسية مولعة بالموضوعات الغريبة.
طور فناني الحركة الرومانسية تقنيات دقيقة لإنتاج تأثيرات محددة في ذهن المُشاهد، لمنح الجمادات خصائص القيم الإنسانية مثلاً أو لنقل مفاهيم مُحددة .. بشكل عام تتميز الرومانسية من فن وأدب بالعواطف الجياشة، والإتصال الوثيق – الغريب في بعض الأحيان – بين الإنسان والطبيعة والإله .. هذه التداخلات بين العوالم الثلاثة أنتجت طوفاناً من الأعمال الفنية التي تصف العلاقة الهشة\الصراعيه بين الإنسان المعتد بذاته، وبين الطبيعة الشامخة الثابته…
ليست كُل الأعمال الرومانسية تمثل هذا الصراع بالطبع، فبعضها ينقل وبشكل مُدهش جمال الطبيعة ويصورها بألوان آخاذة يستحيل التصديق بأنها من ريشة فنان ..
من أبرز فنانيها : Caspar David Friedrich + Eugène Delacroix
Abstract expression المدرسة التجريدية
Kandinszkij Fehér ovális 1919
التجريدية، أو التلوين الحركي، ظهرت في الساحة بعد الحرب العالمية الثانية. هذه الحركة تتميز بالفوضوية وإستخدام الكثير من طبقات الطلاء الحيوية في اللوحة .
بالنسبة للمشاهدين العاديين قد تبدو اللوحات مليئة بالتنافر الطفولي ولا تستحق لأن يطلق عليها مُسمى “الفن” – وهذا ماقاله بعض النقاد عن الإنطباعية أيضاً- قد يُطلق على التجريدية بالتجريدية الإيمائية لأن ضربات الفُرشاة تفصح عن المراحل التي يمر بها الفنان حتى يصل لنتيجته. هذه المراحل هي موضوع مهم ومؤثر في النتيجة الفنية النهائية، وكما يشرحها هارولد روزينبرغ : ” العمل الفني عبارة عن ” حدث واقع”.
لكن باحثو التاريخ الفني يميلون لرأي آخر عن حقيقة التجريدية، وهي أنها التحكم بمواجهة الفرص
التحكم Vs الفرص
لذا وجب التنويه بأن التجريدية تقوم على ثلاث أسس أو مصادر وهي : إنطباعية كاندينسكي إعتماد الدادائية على عنصر الفرصة
و موافقة السيريالة على نظرية فديوديان التي تقبل الصلة بين الأحلام، الرغبات الجنسية و أصالة “الأنا” التي يعبر عنها الفن من خلال “الفعل” ..
من أبرز فناني هذه المدرسة : فاسيلي كاندنسكي و كازيمير ماليفيتش الروسيان و پيت موندريان الهولندي.
Impressionism المدرسة الإنطباعية ” التأثيرية”
لوحة oleil levant شروق الشمس، أول لوحة رسمت بالأسلوب الإنطباعي
الإنطباعية هي حركة فنية بدأت في القرن التاسع عشر بعد أر رسم كلود مونيه الرسام الفرنسي لوحته “شروق الشمس” و أشتق اسم هذه الحركة الجديدة من اسم لوحته ” الإنطباعية” .
هذه المدرسة تهتم بخروج الفنان للواقع أو الحدث ونقله من الطبيعة مباشرة مماسمح للتفاعل بين الفنان والموضوع بشكل أكثر مباشرة، كما أن سرعة الفنانين في رسم المشهد قبل تغير موقع الشمس وبالتالي تغير الموضوع عزز الإنطباعية المنقولة في الرسمة لأن الرسام ينقل إنطباعه عن المشهد بعيداً عن التفاصيل والدقة.
ونظراً للمعارضة الشديدة التي قابلتها الإنطباعية في بدايتها، أراد الفنانون الإنطباعيون أن يثبتوا عملية هذا المذهب الجديد بشكل علمي، فانتهجوا طريقة تحليل الضوء لألوانه الأصلية وبدلاً من خلط الألوان معاً فوق بعضها على لوح الألوان، يقوم الرسام بوضع طبقات من الألوان فوق بعضها البعض لتعطي اللون المطلوب، وهذه الطريقة أظهرت لمسات وآثار الفرشاة على اللوحة، وهو مايعرف بالملمس الذي يصنع تضاريس بارزة للوحة
للمدرسة الإنطباعية ثلاثة أساليب وهي : الأسلوب التنقيطي، الأسلوب التقسيمي و أخيراً رسم الأشكال أكثر من مره في لحظات متغيرة من النهار.
من أبرز فناني هذه المدرسة : كلود مونيه، بول سيزان وألفيد سيسلي
المدرسة التكعيبية Cubist painting
Pablo Picasso, Three Musicians (1921)
ولدت المدرسة التكعيبية في فرنسا على يد بابلو بيكاسو و جورج براك و خوان جريس في بدايات القرن العشرين. هذا الإتجاه الفني اتخذ الأشكال الهندسية كأساس لبناء العمل الفني حيث قامت على الإعتقاد بنظرية التبلور التعدينية التي تعتبر الهندسة أصولاً للأجسام.
ركزت التكعيبية على فكرة النظر إلى الأشياء من خلال الأجسام الهندسية وخاصة المكعب .
كما ظهرت التكعيبية في العمارة، وكما قال الفنان سيزان ” إن الكُرة والأسطوانة والمخروط هي جوهر بُنية الطبيعه”.
Surrealism المدرسة السيريالية “الفواقعية”
The Persistence of Memory
ذُكرت كلمة السيريالية لأول مرة في مسرحية غيوم أبولينير ” أثداء ترسياس” Les Mamelles de Tirésias التي كتبت عام 1903 في فرنسا حيث نشأت هذه الحركة أيضاً. لم تزدهر الحركة السيريالية إلا في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، حيث ركزت على كُل ماهو غريب ولا شعوري، حيث يؤكد السيرياليون أنه بالإمكان جمع عناصر غير متجانسه طبيعياً في نفس الإطار للحصول على نتائج غير منطقية ومذهلة. و أكدها الشاعر بيير ريفيردي بقوله ” كلما كان التباعد بين حقيقتي أو أكثر أكبر، كانت الصورج وقوة العاطفة والواقع الشعري أفضل”.
تطورت المدرسة السيريالية من خلال أنشطة الدادائية خلال الحرب العالمية الأولى، وانتشرت عبر العالم بشكل كبير من هلال الفنون البصرية والأدب والموسيقى والفكر السياسي في العديد من بلدان العالم. تعتمد السيريالة على اللا شعور، وعلى تحكم العقل الباطن والأحلام بالناتج الفني، حيث يتم دمج المعقول باللا معقول في اللوحة لتعطي رسومات من الصعب تحليلها بالطرق التقليدية.
وصف النقاد اللوحات السيريالية بأنها تلقائية فنية ونفسيه، تعتمد التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعوريه والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام. ولأن السيريالية تخلصت من مبادئ الرسم التقليدية، تركيبات عناصر لوحاتها أصبحت تحوي أجساماً غريبة غير مرتبطة ببعضها البعض مما خلص إحساساً بعدم الواقعية، وإهتمام السيرياليين بالشكل لا بالمضمون أعطاها الكثير من الغموض والتعقيد.
من أشهر فناني هذه الحركة : سيلفادور دالي، أندريه يرتون، رينيه ماغريت
المدرسة المستقبلية Futurism
Umberto Boccioni, The City Rises (1910)
على عكس المدارس الفنية الأخرى، التي طمحت إلى تغيير صفة أو مجال في الحركات الفنية السائدة وقتها، أتت المستقبلية رافضة جميع المدارس الفنيه السابقة بل حتى لوصفها بالفنون الفاشلة والمزيفة، ودعت هذه الحركة الواسعة من رسم ونحت وتصميم إلى الطباخة حتى إلى التوجه نحو المستقبل والإنفصال عن الماضي لبدء ثقافة جديدة.
بدأت الحركة المستقبلية في إيطاليا في بداية القرن العشرين، وأستقت حدودها من النظرية النسبية التي كشفت عن البعد الزمني الذي يعبر عن الحركة والطاقة.
ففي الفن المستقبلي، ستلاحظ مباشرة ثورة الألوان وصخبها، كذلك بسرعة الموضوع المرسوم، فعندما يرسم الفنان المستقبلي شخصاً مثلاً، فإنه يرسمه في حالة حركة مستمره، ويجزء اللوحة لأجزاء صغيرة كُل جزء يحصل على نقاط وخطوط وألوان مختلفة. هذه الطريقة تهدف لنقل إحساس الحركة السريعة والإنتقال وصراع القوى. فتبدو لنا اللوحة متحركة غير ثابته ومليئة بالموجات الإشعاعية ..
تأثر بعض فناني المستقبلية بالحركة التكعيبية وضمنوها رسوماتهم أيضاً من أشهر فناني هذه الحركة:
Carlo Carrà و فيليبو توماسو مارينيتي
الفوقانية – المدرسة الوحشية – Fauvism
La Desserte Rouge 1908 Henri Matisse 1869-1954
الوحشية هي مدرسة فنية تمصل المرحلة الفنيه للمدرسة التعبيرية التي ظهرت نتيجة للثورات الفنية المتلاحقة كالإنطباعية. بدأت الوحشية في آوائل القرن العشرين في مدينة باريس. تميزت هذه المدرسة بإستخدامها لألوان غريبة صارخه وتحريف الأشكال بتغيير حجومها وألوانها التقليدية، اسم الحركة” الوحشية” أطلقه الناقد لويس فوكسيل مشيراً إلى التناقض بين ضراوة الألوان المستخدمة وإستخدام الأساليب الفنية الشائعة في نفس الوقت.
تغلب البساطة على اللوحات الوحشية، في تستخدم ألواناً صارخة وصريحة دون مزج تماماً كالإنطباعية. لكن بلمسات عريظة وكثافة واضحة مع غياب الخط والمنظور في العمل، وهذا أدى بدوره لغياب الموضوع الدرامي والأدبي والتركيز على المواضيع البسيطة كالإحتفالات بزينتها وأعلامها الملونة لخلق المتعة المجردة لدى الفنان والمشاهد .
لم تستمر المدرسة الوحشية كثيراً، حيث أن فنانيها يتمتعون بالحرية المطلقة التي تمنعهم من التقيد بأسلوب واحد، ومع كثرة الأساليب الفنية المنتشرة بالساحة، اندفع الفنانون إلى التغيير، وهذا أثر في الفنانين الوحشيون ليتبع كُل منهم أسلوبه الخاص الذي يزاوج به مع ماحلا له من مدارس: فمايتس استخدم الخط والزخرفة، ومال براك نحو المدرسة التكعيبية وفلامنك نحو الألوان القاسية المأساوية.
من أبرز الفنانين في هذه المدرسة : دوفي، و فريز وبراك وفلامنك وجان بوي وفان دونغن.
**
المصادر
مدارس الفن الفنية،(الفن التشكيلي)
المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي.. نشأتها وأبرز روادها
قراءه في المدارس الفنية ” الكلاسيكية”
Romanticism in the Visual Arts
Abstract Expressionism – Art History 101 Basics
الموسوعة العربية : المدرسة الوحشية
Aljouharah Altheeyb 
مشاء الله عليك انتي مبدعه ….حتى كلمااتك.(وقتباساتك)جميلهههه.انا شهد..خخخخخخخخخخخخخخخ
ليش ماافي عن الرمزية ؟
جمعتي ما كنت أبحث عنه من مواضيع لاتعد ولا تحصى .. في تدوينة واحدة , ممتنة لك جداً .