أهلاً، وداعاً … ومرحباً من جديد …. لهذا العالم الذي سأعيشه من دونك … ْ”|

 

 

أخبرني،

ماذا تعرف عن مرارة الفقد ؟ عن حُزن الوحدة ولوعة الفراق ؟

لنفترض معاً، إفتراضاً بسيطاً قابلاً للشك والتمحيص، قابل لأن ينفى بسهولة، لكنه ومع ذلك مجرد إفتراض يرسل شعاع أمل بسيط وصغير إلى قلبك ..

لنفترض ، لمجرد الإفتراض، بأن هُنالك طريقة، طريقه ما … لإعادتهم إلى الحياة ؟ 

لنفترض أن الجميع نسيها وعدوها من الأساطير، لنفترض أن دلائل وجودها مجرد نظريات وحفريات … لكن قلبك مازال متعلقاً بشعاع أمل الماضي، السعادة التي تسربت من بين أصابعك كالماء المناسب ترغب في العودة من جديد … 

وهذا الإفتراض كُل ماتملك لإعادتها من جديد … 

مُجرد إفتراض ، إنه فقط مُجرد إفتراض .. 

 

 

Children.Who.Chase.Lost.Voices.From.Deep.Below

اليوم قررت أن أشاهد فِلماً مدحته الجميله هبه كثيراً، ولعلمي بذائقتها المتميزه ، قمت بتحميله دون تردد .. 

وسعيدة جداً لذلك … 

الفلم يحمل الكثير من أجواء جيبلي فيه ” هناك مشاهد أُقسم أنها أُستوحت بعضاً من فلم ” الأميره مونونوكي ” ” … وبعضاً من الأفكار التي في فلم الجزيرة الطائره ” نسيت أسمه” .. هُنالك الكثير من الإسقاطات التي ذُكرت في أفلام جيبي عموماً، لكن هُنا ذكرت بشكل موسع ومختفى بلقطات بسيطة وزعت ببراعة هُنا وهناك. 

يوجد الكثير من الإسقاطات الدينية، الكثير من التمجيد للطبيعة وللآلهة الوثنية، وبالإمكان مشاهدة كمية الحزن التي تُسكب ببراعة لبعد الناس حالياً عن تقديرهم وعبادتهم كالسابق، فالمعابد والأصنام لم تعد مقدرة كما كانت في السابق .. 

وهذا بالطبع بذرة لجمع غفير من البرامج والأفلام التي جلبت “رغم فكرتها الشركية ” الكثير من الدروس المهمة في الحياة … المادة ليست الأهم …. إطلع على روحك أولاً ! 

عند مُشاهدتك للفلم ، لا تبني الكثير من الآمال العالية، لا تتوقع شيئاً أسطورياً أو مشاهد عميقة جداً  .. 

ببساطة إنظر إليه ، ببساطة إفهم كُل مشهد صُنع، لأنه لن يتكرر من جديد، تلك المشاهد، تخبرك بكل بساطه ولغة سهله، كيف أن الحياة سريعة جداً، ولا يهم إن كنت تحمل الآلاف من الكنوز أو مجرد حقيبة سفر فارغة، إن كنت جاهلاً أو أكبر عالم في الأرض … فلهذه الحياة خط نهاية بالتأكيد .. 

وخط النهاية هذا سنصل له جميعاً، ومالفرق بيننا إلا سرعة الوصول … 

.. 

لستُ  ناقده أو متذوقة خبيره للأفلام ، لكنني أعرف جيداً تلك الأفلام التي تجعلني أقدر حياتي جيداً، تلك الأفلام التي أستطيع ان أطلق عليها بكل ثقة ” برامج تستحق المشاهدة ” .. 

في هذا الفلم، ستذهب برحلة ممتعه مع أحد الأساطير المنتشره في العالم القديم ، أسطورة يرغب كل فاقد بإمكانية تحققها، وعالم الحكايا أخبرنا بمدى خطورتها مراراً وتكراراً ،، ” إعادة من نحب إلى الحياة ” 

في الأساطير المصرية واليونانية واليابانية أيضاً توجد قصص لمحبين سافرو إلى عالم ماتحت الأرض ليقابلوا الآلهة ويرجوهم بإعاده محبيهم  .. لكن كل تلك القصص تنتهي بنهاية مُحزنه ! فإما يقطع المُحب وعده وينفى للأبد، أم أن يأكل من ثمره ماتحت الأرض فيسجن فيها للأبد، أو ببساطة لا يُقبل طلبه ! 

هُنا أيضاً : رحلة لإعادة روح رحلت .. 

هُنا قصه حب طفولية ، مغامره مجنونه ودرس في الأساطير اليابانية ..

لا أملك الكثير لأتحدث عنه، لكن أعرف جيداً مقدار الدروس التي حصلتُ عليها .. 

وأتمنى أن تتعلمو دروساً مهمة كهذه أيضاً بمشاهدة هذا الفيلم ..