السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه التدوينة سنتحدث عن سلسلة لوحات تحمل عمقاً تاريخياً وسياسياً قوياً وصادماً للمشاهد، حيث تعيد تكوين صورة ” الحريم” في ، القصور العثمانية وتجسدها من جديد، لا كعناصر إغرائية مستسلمة و متموضعة لجذبك إليها بل كنساء حدتهن الظروف ليصبحن جزءاً من ممتلك معين، كأشخاص ذوي إرادة قوية حتى وإن تم إعادة وضعهن في نفس تلك الوضعيات السابقة. فالعيون هذه المرة ترفض أن يتم معاملتها كخيال شرقي مثير ومغري .
تدوينة اليوم ستقتطع جزء من مقابلة مع الفنانة المغربية المنشأ لالا السعدي
أتمنى ان تستمتعوا بالتعرف إليها كما استمتعنا نحن في التعرف على فنانة تعيد التراث المرسوم عن المرأة الشرقية كسلعة مغرية، لتصححها من جديد.
اسم الفنان : لالا السعدي Lalla Essaydi
اسم القطعة : الحريم ( مجموعة صور )
الحجم :متعددة
سنة الرسم : 2010
هذه مقاطع مقتطفة من مقابلة عنوانها
|| عندما تلتقي القوانين المقدسة بالمتعة: صور لالا السعدي || 2013
المقدم : بعض أعمالك في سلسلة “الحريم” تحمل رداً قوياً على فن المستشرقين – كعادة أعمالك–، لكني لا أجد فيها رفضاً لأعمالهم، بل وبطريقة ما كأنك أيضاً تجدين في – مواضيعهم – بعض الجمال، أهذا صحيح؟ كيف لك أن تري أعمال المستشرقين الفرنسيين كأعمال فنية منفصلة عن وطنيتهم (الشوفينية ) الغير مقصودة؟
لالا : من المهم لي لتفكيك أعمال هؤلاء المستشرقين أن أعاملها كخيالات، أن أكبرها وأكون فكرة واضحة عن عناصرهم المفككة للنساء والعمارة والحريم وغيره ( لأن رسومات المستشرقين عن “الحريم” كانت خيالات تُرسم على قطع صغيرة قصدت لتبادلها سراً بين الرجال). أنا أيضاً أزلت كُل العناصر التي تعكس خيالات المستشرق عن الشرق عبر طريقة رسمه للأقمشة الباذخة مما دعاني إلى تغيير أو تعديل هذه العناصر.
أعمالي جميلة لأنني أرى الجمال كنقطة دخول مفتوحة للناس ليروا من خلالها أسألتي ويفهموها. وعلي أن أعترف بأن أول مرة رأيت بها لوحة لمستشرق شعرت بإحساس مزدوج من الحُب والكره نحوها، إذ إنها جميلة إلا إن هذا الجمال مرتبط بوطنية (شوفينية) وتعكس مبادئها ( في تلك الفترة). أنا لا أحتفل باللوحات المستشرقة، أنا أكرهها وأحبها في الوقت نفسه.
لا أستطيع أن أنكر أنها مُذهلة بتكوينها، إلا أن محتواها مزعج جداً. وأنا أستخدم استعارات مشابهة لأحيل إليها، وما يبدو كأنه إضافة لها، لكنه بالحقيقة يشوش هذه الإستعارات التقليدية بشكل كبير: أعمالي تحتاج إلى عدة قراءات لتستطيع أن ترى كُل طبقات المعاني فيها وتفهمها.
المقدم: أرى بأنك تحتفلين بثقافتك المغربية والعربية الثرية أيضاً عبر أعمالك، على الرغم من ظني بأن أعمالك بمجملها تتحدث عن تجارب النساء، أتظنين بأن هذه العناصر المضافة مهمة أيضاً في أعمالك؟ أم أن وجودها أتى صدفة ربما لتحققي الجودة الكاملة أثناء ترجمة رؤيتك في أعمالك؟
لالا: أنا أحتفل بثقافتي المغربية والعربية بشكل كامل، لكني أيضاً أحب أن أضيف بأن العناصر التي أضيفها للوحات مقصودة ومخططة. الأدوار الجندرية في المغرب تم تخليدها عبر قيمنا الجمالية، فجمع الدور التقليدي للرجل والمرأة في صورة فنية عنصر مهم ومصيري أستطيع من خلاله التعبير والتساؤل عن الطبقية الجندرية.
إن عملي يُعتبر كسيرة شخصية بمجمله، إنه يعكس تجارب النساء اللائي يشككن في الأدوار النمطية التي طُبعت عليهن من الشرق والغرب على حد سواء. ( حيث أن الأولى حبستها، والثانيه حولتها إلى فنتازيا مثيرة)
موقع الفنانة : هُنا
المقابلة كاملة : هُنا