.
كتبت هذه القصة في سبيل أن أدخل إلى إحدى المسابقات المعروضة في كليتي مع عدة قصص أخرى، لكن حدثت عدة ظروف منعت من الإشتراك بها.
السبب الذي جعلني أكتب هذه القصة حقيقة هو جملة لطالما كررتها إحدى أخواتي “ القلب فندق مشاعر”! لطالما مارددنا هذه الجملة مازحين عندما نعدد إهتمامات إحدانا بالشخصيات التلفزيونية وكذلك تعقيباً على مثلثات الحُب في المسلسلات.
ماجعلني أتوقف وأفكر فيها من جديد، ماذا لو :حقاً” استطعنا تطويع الحُب؟
ماذا لم لم يكن شيئاً مهما؟ مُجرد نزوة؟ حبة دواء؟ اهتمام عابر؟
القصة تدور حول هذا الفلك، لا أظن انني استطعت أن أتحكم بالفكرة كما يجب، لكني سعيدة بأنها خرجت للنور.
سأسعد بنقدكم وإقتراحاتكم حقيقة، إن قرأتم القصة.
.
.
.
فُندُق المَشَاعِر
مرت ثلاثة أيام دون أن يجد بائعة واحدة! هذا غريب جداً، فبالعادة تمتلئ الشوارع ببائعات الحب في هذا الوقت من السنة، لكن الغريب حقاً أن لا يجد ولا بائعة رخيصة واحدة!
– آخ، القرف في كُل مكان، لاعجب لاعجب..
توالت كلماته الغاضبة وهو يخرج من الشارع السادس والثلاثين متلحفاً برداءه الطويل ومميلاً قبعته عريضة الأطراف لتغطي وجهه عن أعين المارة الفضوليين، فمن المشين أن يُلحظ وجه مُمثل معروف في شارع قلوب الحُب بعد إعلان تصوير فلمه الجديد مُباشرة!
– أمر مقرف، ولا بائعة واحدة!
تمتم بغضب، كيف لبائعات الحب أن يختفين فجأة عندما يحتاج إليهن، ألم يكن قبل عدة أسابيع يتوافدن إلى شقته مناجياته أن يشتري “هوى” أو “الوجد” أو حتى بعضاً من “الشغف”. لكنه لم يكن أبداً بحاجة لهذه الوسائل الرخيصة ليستخدمها في أفلامه! فلطالما كان فخوراً بقدرته الإستثنائية بإيصال الشعور المطلوب منه بدقة وتأثير كبيرين للمشاهدين على عكس باقي أقرانه الذين يعتمدون على شراء المشاعر وتفريغها في أعمالهم!
ألم يكن يوصف دوماً بالممثل الحقيقي، بالمُحب الكاذب الصادق؟ كيف له فجأة أن يفقد قدرته على إيصال شعور الحب لسبب سخيف وسطحي ولايمكن الإعتماد عليه! هو بالتأكيد لم يفقد قدرته! الله عليم بأنه لم يفقد لمسته التمثيلية الساحرة بعد، لكن كُل مافي الأمر هو أنه لم يعد يطيق ذلك بعد الآن، رؤية المُمثلات اللاتي صبغن وجيههن واشترين أطناناً من علب المشاعر والقلوب، ليفرغنها مباشرة في العمل ويعدن لحياتهن الطبيعية مع أزواجهن وأطفالهن، وزملائه الممثلين الذين يستأجرون بعض الفتيات ليستطيعوا أن يوقعوهن في الحُب ثم يأخذون المشاعر ويستخدمونها من جديد في أفلامهم. الكذب والتزوير والأقنعة التي تحيط به في كُل مكان أصبحت مُقرفة ومثيرة للتقزز.
أوقفت قطرات مطر سيره السريع للحظة، لم يحضر مظلته معه، لقد نسيها في عجلته لشراء أقرب شعور، إزداد غضبه أكثر، ضرب الأرض بكعب حذائه وجد بالسير لعله يجد مطعماً مناسباً ليتصل على العمل ويعتذر أو محلاً ليشتري مظلة تحميه من هذا المطر أثناء سيره.
أسرع خطاه من جديد، طفق يسير بسرعة وهو يقلب نظراته يمنة ويسره عله يجد محلاً أو مطعماً أو أي مكان يمكنه أن يبقى فيه حتى يخف المطر، لكن هذا الشارع الغريب لا يرغب بأن ينتهي، ومبانيه تستمر في وقوفها الكئيب بنوافذها النصف مفتوحة والأبواب الحديدية المغلقة، انتهى الشارع فجأة، ووجد نفسه أمام مبنى كبير كُتب على لوحة خشبية منمقة فوق بابه ” فندق المشاعر”. ارتبك للحظة، بالرغم من أنه لا يعرف الطريق في هذه الأنحاء جيداً إلا أنه لم يسمع أبداً بفندق كبير كهذا! حجم المبنى يزيل أي اعتقاد بأنه فندق رخيص للعامه، كذلك الباب المزخرف يدوياً واللوحة المرسومة بدقة شديدة وواضحة أزالت فكره أن هذا البناء عبارة عن عمارة قديمة تم تحويلها لفندق. المبنى كُله يبدو خارج الجو العام للشارع، الدقة والنظافة والإحساس الفني الرفيع في جداره الخارجي أتى كلمسة قبيحة في الشارع المتسخ الضيق والمليء بالغبار والمطر الأسود المنهمر حوله.
لم يعطي للفكرة أي مجال للتوسع أكثر، ربما هذا الفندق مشهور لكنه لم يسمع عنه قبل الآن، أو انه من تلك العمارات المغمورة التي يحاول أصحابها بجد في أن يغشوا السواح المبهورين بكل شيء مرتبط بالمدينة الغريبة عنهم. طرق الباب مرتين واحتمى بالمدخل ذو المظلة الصغيرة من قطرات المطر فوقه، لم يمض عدة دقائق حتى فتحت الباب إمرأة عجوز ذات أسنان أمامية مقلوعة:
– أوه، سيدي الموقر، هيا ادخل واحتمي من المطر.
– أيوجد هاتف في الداخل؟
-لا بأس لا بأس، أعرف سبب مجيئك، ادخل ادخل…
أرخى رقبة جاكيته وخلع قبعته في المدخل، توقف للحظة وهو يتأمل المدخل الضيق المظلم، ولكأن كآبة الشارع وحزن المطر تترجما ليكونا قطع أثاث متراصة أمامه! كُل شيء يلمع بنظافة موشياً بإعتناء مستمر وحقيقي للقطع، لكن الغبار وجد مكانه فوق اللوحات الزيتية الضخمة المعلقه على جانبي المدخل بعد الباب مباشرة: على اليمين، لوحة بطول المتر تقريباً تصور إمرأة جالسة على كُرسي أحمر تنظر لمن أمامها بنظرات زجاجية مليئة بالترقب والإنتظار، يدها اليسرى على حجرها واليمنى مرتفعة قليلاً وكأنها تحاول أخذ شيئ ما من الواقف أمامها. أما في اللوحة اليسرى ذات الحجم المطابق، فتجد المرأة نفسها واقفة في غرفة مليئة ببقايا الأقمشة وملابس الأطفال المرمية على الأرض والسرير وبيدها اليمنى قطعة تطريز تكاد تسقط منها وهي تنظر بحدة لمن أمامها.
مهما يكن الإتقان في هاتين الرسمتين فإن مكانهما و موضوعهما أتيا خارجين من الذوق المقبول، بل وجودهما بهذه الطريقة في المدخل يثير الفزع أكثر من التقدير لدقة الفنان في رسم هاتين اللوحتين المليئتان بالغبار.
– من هُنا يا سيدي.
قطع حبل أفكاره صوت العجوز ذات الأسنان المقلوعة وهي تدله، بعد المدخل الضيق أتت غرفة مفتوحة تماماً على اليمين، حيث يوجد على جدارها المقابل للممر دولاب خشبي يغطي الجدار مليئاً بالخزف والآنية الصينية المنمقة، لم يكد يضع عينه ليسترق بعضاً من داخل الغرفة حتى تعدياها للغرفة للتي بعدها:
– بإمكانك أن ترتاح هُنا حتى تتم خدمتك سيدي.
قالت العجوز وهي تفتح باب الغرفة وتُمسك بجاكيته وقبعته:
– أتمنى لك إقامة سعيدة.
أثارت جملتها نوبة تساؤل عارمة:
– أردت فقط أن أجري مكالمة هاتفية!
-لا بأس لا بأس، أعرف سبب مجيئك…
رد بعصبية وقلق:
– أريد أن استخدم الهاتف!
ابتسمت العجوز بوجهه ثم أغلقت الباب خلفه مباشرة، هذه الحركة أرعبته منها، ذُعر بشدة عندما حاول أن يفتح الباب ليجده مقفولاً، كيف يحدث ذلك؟! لم يسمع صوت المفتاح، لم يسمع شيئاً غير صوت إغلاق الباب والبسمة القبيحة لتلك العجوز!
مالذي حدث؟ لماذا هو هنا؟ ألم يأتي فقط ليجري مكالمة هاتفيه؟ لا لحظة، لقد أتى في الأصل ليشتري بعضاً من “الإعجاب”، لم يرد أن يتهور ويشتري “الوجد” أو “الشغف” الذي يبعنه النساء في مكان عمله، أراد أن يشتري شعوراً خفيفاً ومن السهل التخلص منه، كيف لصفقة بسيطة كهذه أن تنتج بحبسه في فندق لعين بشارع خلفي مهجور؟!
صوت صرير الباب أراعه، قفز من مكانه ماداً قبضته ليحمي نفسه من العدو المترقب في هذا المكان المريب لتختفي مشاعره تماماً عندما تدخل إمرأة اللوحة حاملة بيدها صينية شاي:
– لا تخف، لن أسرقك، ألم تأتي هُنا لشراء بعض المشاعر؟!
ابتسامتها العاجية أبهرته للحظة، ذلك الشعور الغريب بالفزع والمفاجئة اللذين واتياه في المدخل اختفيا تماماً تحت طبقات من الإعجاب، الجمال الذي أمامه تعدى ماخطته الفرشاة بمراحل كثيرة.
– اسمي بالو، اجلس ودعنا نناقش العمل.
تبعها دون تفكير، الصدمة لم تزل بعد من اللوحة المتكلمة أمامه. جلس تماماً كما طُلب منه، مدت له “بالو” كوباً خزفياً رُسم عليه راقصات باليه صغيرات يقفزن بينما يُمسك بهن راقصين آخرين :
– والدي استلهم اسمي من الباليه
قالتها عندما لاحظت إهتمامه بالرسمة:
– تبدو لي مُرهف الحس كفاية لألا تحتاج شراء أي نوع من المشاعر، أم تظن بأنك لا تحمل مايكفي منها؟
سألت باهتمام وجدية أربكته بشده، فبالإضافة لإضطرابه تذكر أنه لم يسبق له أن اشترى أي نوع من أنواع المشاعر من قبل! أطرق برأسه وحاول أن يصف كلماته لئلا يفضح نفسه ويقع ضحية الغش! فهو يعرف رجلاً خُدع وبيع له “كآبة الفراق” فانتحر في اليوم التالي مباشرة!
– أريد اجراء مكالمة هاتفية فقط.
هذا كُل ما استطاع قوله، لم يبدو من الحكمة أن يغير طلبه فجأه لأن احدى القائمات على الفندق قررت ذلك عنه!
– أوه! المكالمة! صحيح صحيح! بإمكانك أن تجريها حالما يتوقف المطر! الآن أخبرني، أي نوع من أنواع المشاعر تريد أن تشتري؟
اضافت مبتسمة وبصوت أكثر رقة وأكثر إلحاحاً:
– ولماذا؟
ارتبك أكثر، لماذا؟ هو لا يريد أن يعترف بأن السبب بسيط ومتعلق بقرفه من العمل، لكن لماذا؟ حقاً، لماذا؟
– لأنه اسهل هكذا.
– أوه حقاً!
أتى ردها سريعاً ومفاجئاً، توقع أسئلة أكثر، توقع أن يكون فضولها أكبر، مزيداً من التحقيق عن أسباب هذا الإهتمام المفاجئ “الواضح عليه” بشراء علبة مشاعر رخيصة. لكن يبدو أنها اعتادت على مقابلة الزبائن المرتبكين أمثاله! قال ذلك لنفسه وربطه بالممثلين الجُدد في موقع التصوير وطريقتهم المضحكة في محاولة التظاهر بعدم التوتر والإعتياد على المكان بل والسيطرة عليه.
– في الحقيقة هذه أول مرة أشتري بها أي شعور. لذا العملية برمتها غريبة بالنسبة لي.
– همم.
– كما تعرفين، فأنا ممثل قادر على العمل دون الإستعانه بهذه الطرق الرخيصة..
ارتبك لحظة واردف:
– أقصد السهلة…
توقف للحظة ليتأكد من وصول المعلومة ثم أردف
-… للوصول إلى التأثير المطلوب في العمل، إلا أنه وفقاً لبعض الظروف اضطررت لذلك.
ابتسمت وسكبت لنفسها الشاي من جديد، سألته :
– إذن أنت من الذين لا يؤمنون بشرعية تجارة المشاعر ؟
– أبداً!
صرخ بانفعال لم يتوقعه من نفسه، فهو بالرغم من كرهه لهذه التجارة الناشئة مؤخراً، إلا أنه لم يعبر عن رأيه بها بصراحة وبانفعال شديدين من قبل. يعرف تماماً أن هذه التجارة سهلت عمله كثيراً، ولم يعد عليه أن يتحمل نزق زملائه الغاضبين بسبب خلافاتهم الشخصية أثناء التصوير، لكنه في نفس الوقت لم يشعر بنفس المتعة والتحدي عندما يعمل مع شخص يتناول المشاعر بإنتظام ليؤدي دوره.
– تحولت الحياة لعمل مكتبي مُمل.
قالها مستعيداً هدوءه:
– من قبل، كانت المقدره على التمثيل مهارة لايكتسبها أو يتعلمها أي شخص، هناك إلتزام، وعمل جاد، وإلغاء للذات في سبيل تبني أخرى والعيش في حياتها من ضمن النص المقدم لك. لكن الآن…
– الوضع أصبح أشبه بعملية تهريج كبيره؟
– تقريباً..
قالها وهو يشرب من كأسه:
– أشبه بتحريك دمى فاقدة للذات.
اردف ببرود:
– بالرغم من أن العمل أصبح أسهل بكثير من ذي قبل، إلا أنك لا تستطيع أن تشعر شيئاً، وكأن الحياة تُلغى وتبنى من جديد.
– أليس هذا الغرض الأساسي من تجارة المشاعر؟
قالت بحماس مضطرب:
– أليس من الأفضل والأكثر صدقاً أن ترى أماً تبكي بحرقة لأنها تؤمن بأن الذي مات هو ابنها الحقيقي؟ وبأنه مات حقاً وليس لأن الحادث جزء من النص الذي كُتب لها؟ ألا تظن بأن المشاعر التي تؤديها هذه الممثلة ستكون أصدق بمئة مرة من أساليب التمثيل القديمة حيث تتظاهر الممثلة بأنها حزينه؟ ويبدو بكائها وكأنها تحاول إخراج سوائل وجهها بشكل مضحك؟
– الأمر ليس هكذا.
قالها بتضايق:
– الممثلون الحقيقيون يعيشون الدور، يلغون ذواتهم من أجل ان يكتسبو المشاعر التي قدمت لهم في النص، لايمكنك تخيل صعوبة البكاء، أو الضحك، أو التظاهر بالحركة بشكل طبيعي… لو كل ممثل اكتفى بحركات تهريجية عندما يبكي أو يضحك، لانقرض هذا الفن تماماً قبل أن تتطور تجارة المشاعر.
– لكنه مازال باقياً، ومازالت الأمثلة السيئة باقية أيضاً…
قالتها بتحدي لم يملك معه إلا أن يوافقه بهزة من رأسه:
– هذه المرة أريد أن أجرب المشاعر، أن أعرف الفرق بينها وبين التمثيل الحقيقي
– هذا هو سببك الأساسي إذاً؟
– تقريباً…
قالها ثم اشاح بنظراته بعيداً، لم يرد أن يعترف بأنه يكره الممثلة التي ستقاسمه دور البطولة لدرجة أنه لا يستطيع أن يتخيل نفسه معها في مشهد واحد، لكن لأن هذا الفلم هو آخر فلم من سلسلة أفلامه، فعليه أن يلتزم بالعقد.
– الإلتزام والإتقان أساسيان.
قالها بدون تفكير، وأردف بسرعة مصححاً:
– من غير اللائق بي كممثل محترف أن أسبب المشاكل لجهة عملي بسبب معتقداتي الشخصية.
– لهذا تريد أن تشتري من السوق السوداء وبسرية تامه ؟!
جملتها استفزته بشكل كبير، لكنها محقة، ولا يريد أن يضيع فرصة الحصول على مايريد بسبب وقاحة المرأة التي أمامه:
– نعم.
-جيد!
صفقت بحماس وفتحت صندوقاً صغيراً كان على الصينية ثم أخرجت صرة قماشية صغيرة منه:
– سأمدك بشرح مختصر بما أنك جديد على هذه التجاره، واعتبرها هدية مني على صراحتك، هذه الحزمة القماشية تحوي على قطرات دم مجففة لإعجاب، بما أنك تحمل فخراً خاصاً لقدرتك التمثيلية فأظن أنك تريد أسهل المشاعر وأسرعها اختفاء صحيح؟
– نعم..
اعترف بخجل شديد واحمرت وجنتاه
– لا بأس، لست أول من يأتي طلباً للمشاعر، تذكر ذلك! إن عرف البائع بأنك جديد فسيغشك بالتأكيد!. المهم، عادة يتم إستخراج المشاعر من الأشخاص الذين يشعرون بها في نفس اللحظة، حيث يتم اخذ الدم من المعصم الأيسر مباشرة إلى قناني الحفظ ومن ثم تمر بمرحلة التنقية والتجفيف ليتم إستخراج “الشعور” نفسه من الدم. بعدها يتم وضعه في علب زجاجية معدلة كيميائياً أو يتم تجفيفه وخلطه مع بعض المواد الخاصة لجعله أقرب لمسحوق مجفف، وهذا مانستخدمه هُنا في فُندق المشاعر.
فتحت صرتها وأخرجت ثلاث حبات شفافه تحمل مسحوقاً أحمر بداخلها:
– سأعطيك ثلاث حبات، وبإمكانك أن تجرب الحبة الأولى الآن لتتأكد من مفعولها، أما الإثنتنان فستدفع ثمنهما إن أردت متابعة الصفقة.
مدت يدها بالحبة الشفافة إليه:
– ابتلعها مباشرة.
اتبع تعليماتها وابتلع الحبة مباشرة، للحظة تشوشت الرؤية حوله، دارت الأرض أمامه فتمسك بمقبض مقعده بقوه، شعر بالغثيان يسيطر عليه.
– ستشعر بالقليل من الغثيان ثم يبدأ المفعول
قالت بمرح وهي تراقب هذا المشهد الذي لا تمل منه، التجربة الأولى لمتعاطي المشاعر.
– هناك عدة قواعد عليك أن تتبعها لتصل لأفضل نتيجة
اردفت بمرح وهي تسكب للمرة الثالثه لنفسها بعضاً من الشاي:
– مثلاً، عليك بتناول الحبة قبل ربع ساعة من الوقت المرغوب لبدء مفعولها. هناك طرق مختصرة لتسريع المفعول لكن سأقولها لك لاحقاً. أيضاً لا تشرب الكحول، النتائج خطيرة، تخيل أنك تضع زيتاً على النار، ستموت أو ستذهب للمشفى بالتأكيد! أيضاً لا تثرثر عن فندقنا وتجارته السوداء، اعرف انك لست من هذا النوع كما يبدو، لكن احتياطاً، عليك أن لا تخبر أحداً بأنك ابتعت شيئاً من هُنا!
رفع رأسه محارباً الدوار والغثيان اللذين سيطرا عليه وقال بتعب:
– هذا فقط ماسيجعلني أُحب ؟
– آه فعلتها! اسمع!
عدلت بالو من جلستها وانحنت للرجل أمامها محذرة:
– الكلمات المرتبطة بالمشاعر “الحب من ضمنها” هي مفاتيح تُسرع من عمل الحبة التي أكلتها الآن، وعليك أن تنتبه من تكرار هذا الخطأ! إذ ان المفعول يُطبق على أول شخص تقع عليه عيناك بعد تسريع مفعول الدواء!
نظر إليها ببلاهة وضحك بهدوء بعد ان سحب يدها إليه وقبل كفها:
– لكن الحُب الحقيقي يبدأ من أول نظرة، ويتأكد من بعد المحادثة الأولى!
سحبت يدها متضايقة منه ووقفت مسرعة لتخرج، تبعها، ابتعدت عنه وصرخت منادية للخادمة لكن سرعته خلفها لم تمهلها وأسقطتهمها بالأرض معاً. في هذه اللحظة دخلت الخادمة العجوز ذات الأسنان الأمامية المقلوعة ورفعت بقوة عجيبة الرجل المخمور بعاطفته عن سيدتها:
– أخبرتكِ سيدتي!
– صراحته هي المُشكلة!
– المصاعب تغطي طريق الحُب، لكن الحُب يطهرها!
نظرت الخادمة لسيدتها بنظرات ارتياب وشك:
– أأعطيته مسحوقاً يختلف عن طلبه؟
– هه! بالتأكيد!
اجابت بالو بخبث وسعادة باديين بشده:
– ألا ترين أن المفعول مذهل على المبتدئين! بالكاد أنتظر خبر فضيحته بالجرائد غداً!
تنهدت العجوز وضربت الرجل السكران العاشق بقوة أفقدته وعيه، ثم خرجت لترميه بجانب محطة التلفاز. في الغد، تصدرت عناوين الصحف الصفراء فضيحة الممثل المشهور بلقب المُحب الكاذب الصادق، حيث أنه ليس سوى مدمن حبوب المشاعر الممنوعة كغيره، بل لقد وجد في الشارع يهذي باسم غريب وهو “بالو” أثناء تأثير الحبة التي يبدو بأنه أكلها خطأ بدلاً من العلكة، حيث وجدت الشرطة علبة مليئة بحبوب المشاعر مع علبة العلكة في نفس الجيب. بوجه متورمٍ وملابس خفيفه ولقب جديد من الصحف الصفراء “ الحبيب المُعلب”.
فندق المشاعر ~ اسم لفت انتباهي بشكل عجيب :”) ! قصة رائعة و راقية ><
تخيلت الاحداث "مانجا" من الحماس :)) !! بالرغم من كوني تخيلت النهاية بشكل معاكس ووردي !! XD الا انها اعجبتني كثيرا :") ~ ما شا الله ^^
قصة جميلة
فكرتها غريبة ومميزة
وحبيت تسلسل الأحداث
وتركيزك على وصف التفاصيل شيء يميز القصة ❤️
مع الممارسة بكتابة القصص بيكون لك مستقبل ^^
شدي الهمه نبي قصص أطول 👏
وقصة قصيرة رائعة
بالتوفيق
الهنوف
وصلت إلى قصتك بمحض الصدفة
لكني سعيدة بذلك
.
القصة جداً رائعة.. الفكرة جميلة و مميزة
أسلوبك في الوصف شيق و يشد القارئ
و الحوار أيضاً ممتع
.
ملاحظة بسيطة جداً.. في أخطاء في تركيب بعض الجمل
متأكدة لو إنك رجعت قرأتيها راح تكتشفيها بنفسك
.
كل التوفيق لك
قريت القصة أكثر من مرة ^^
وفي كل مرة أستمتع فيها أكثر من المرة الي قبل
بالنسبة للنقد
ناي ناي سوريوا كامبكي ^^
ما بقى شي عالعطلة أتطلع لقصص أكثر XD
بالتوفيق كنكن (h)