30 تدوينة في 2013 · كُتب وروايات

هل نحنُ مسلمون ؟

images هل نحنُ مُسلمون ؟

– محمد قطب

 

كيف انحسر مفهوم الإسلام في نفوسنا إلى هذا الحد؟!

كيف انحسر من مفهوم شامل للحياة البشرية في جميع اتجاهاتها، بل مفهوم شامل – في الحقيقة- للكون والحياة والإنسان، لكي يصبح مجرد عبادات تؤدى على نحو من الأنحاء،

بل لا تؤدى أحياناً إلا “بالنية”…

بل لا تؤدى أحياناً على الإطلاق، لا بالنية ولا بغير النية…

ثم يظل يدور في أخلادنا – مع ذلك – أننا مسلمون صادقو الإسلام ؟

 

 

 

يفتتح محمد قطب كتابه بهذه الكلمات المقهورة بإنحسار الفكر الإسلامي وبعد تغلغله عن المجتمع الشاب وإحتكاره على عبادات دُرست بجمود وتكرار مُمل .

يتطرق الفصل الأول إلى عدة خواطر وأفكار أرقت السيد محمد قطب وجعلته يكتب هذا الكتاب .. الإنفصال الشنيع الحاصل للفرد المسلم وروح الإسلام .. الإبتعاد المُخل عن حقيقة الإسلام الشاملة بأنها فكرة وأسلوب حياة ترتكز عليه المجتمعات الإسلامية إلى دين فروض وموانع وأحكام جامدة ..

ثم ينطلق موضحاً الإسلام كأسلوب حياة وفكرة أخلاقية تقوم المجتمع وتوحد أساسه ليحيا كيفما أتفق بشرط تواصل الحركة والتطور والإصلاح فيما يراه المواطنون الأنسب والأكثر صلاحاً ..

بدأ بعد ذلك في فصل عنونه ب”مفهوم الإسلام” ..

هُنا تحدث عن نقطة مهمة جداً وحساسة جداً أيضاً، حيث وضع وشرح بالتفصيل كيف أن الفكرة ، البذرة والأساس الفكري لايمكن أن يكون محصوراً بالنية وحسب، بل أن قوة الفكرة تأتي من تطبيق معتنقيها وتمسكم بها، لا تسويرها بعبارات تسويقية تنطلق وقت الرخاء وتختفي تحت مظلات أخرى عند الشدة والضيق ..

فحيث تتكالب القوى الداخلية من هوى ورغبة وغيرها مع القوى الخارجية من المجتمع والعرف والتقاليد على الفكرة وتدكها دكاً في إمتحان دائم ومستمر لإيمان الفرد وتمسكه بمبادئه، وحيث ماترك الفرد أحد أركان مبادئه وتخلى عنها فيكون وكأنما استسلم لقوى الحياة التي تلطم به كيفما شائت يمنة ويسره ..

حيث أن “النية” وحدها ليست كافية لتدعيم وتقوية الفكرة والأساس، أتى العمل والممارسة والتصديق والفخر بالأساس الإسلامي .. وهذا ماقاله رسولنا الكريم ” ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل” ..

إذاً فالإسلام ليس فكرة عبادات جسدية أو عبارات منمقة، بل هو فكرة وأسلوب حياة يؤسس الفرد ويسهل له شق طريق الحياة بأفق مُركز وقلب مُطمئن بالأساس الروحي المستمد من الكتاب والسنة ..

هذا الأساس الذي لم ولن يفصل الفرد عن واقعه ودنياه لعالم غير منظور، بل يوفق بين العالمين مركزاً على أن العمل لأحدهما سبب للآخر، فمعلم الناس محمود بالدنيا و مُكافئ بالآخرة .. ولا يوجد فصل من أي وجه كان عن وجهي الحياة الملموس والغيبي حيث أنهما متواجدان في نفس اللحظه والزمن، متزامنان في الأخذ والعطاء بعيداً عن الفكرة القائلة بأن الدين للآخرة، والحياة للدنيا …

Screen Shot 2013-06-22 at 9.01.19 PM

هُنا السيد محمد يقطب يوضح أن الإسلام لا يفرق بين الفكرة والعمل، ولا بين الحياة وما بعدها، بل يربطهما ويوفق بينهما بشكل لم يسبق له مثيل من قبل وبشكل أمن للإنسان أساساً روحياً يوازن به بين رغباته ومسؤولياته الدينية والدنيويه نظراً لإرتباطهما التام ببعضهما وعدم المقدرة على فصل أي منهما على الآخر ..

يلحقها بعد ذلك بفصل مليء بأمثلة من عصر الرسول الأمين وصحابته الراشدين، واضعاً قصة بعد أخرى لتصل الأفكار والإستنتاجات التي وصل إليها بشكل أكثر وضوحاً ..

من ثم يبدأ فصل سمي بخط الإنحراف … فالإستكانة والضعف لا يحدثان بيوم وليلة بل هي مجموعة حوادث وعمليات بسيطة تحدث مرة بعد مره حتى ينكسر العود ويميل الميزان كما نرى هذه الأيام من الفهم المغلوط الشائع عن أصل الإسلام وشموليته ..

فالبنسبة لقطب، خط الإنحراف بدأ ينهش منذ وفاة النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، حين انطفأت أشعة الموجه المباشر من الله، المسلم الأول الذي وجه وقاد الأمة بأخلاق إنسانية رفيعة قل من يقدر على التخلق بها والصبر عليها وتنفيذها في مجتمع تفتح على أسس الحضارة متفاجئاً ومبهوراً ..

خط الإنحراف هذا لم يبدأ بإنحراف المسلمين الآوئل، بل بنزول المستوى البشري إلى المستوى الطبيعي القادر على تنفيذه البشر دون توجيه إلهي مباشر من خلال رسوله، وهذا النزول الطبيعي أستمر حتى بدأت الخلافة الأموية التي أمالت الإنحدار أكثر نتيجة لفساد القصور وإنتشار الملهيات والمعيبات لطبقة الأغنياء والحكام ومعاونيهم .. هذا الخط يستمر بالإنحدار في خلال كُل مرحلة ويمتد ببطء ليأكل العاصمة ثم الأدباء ثم إنتشار الملاهي ثم الضعف العثماني ثم الغزو الصهيوني الذي رسم خط التغيير الملحوظ والإنكسار النهائي المعنون بالإحتلال الأجنبي على البلاد العربية المختلفة – مصر تحديداً – وأثر التبشير وحملات التنصير عليها وعلى المجتمع

هذا كُله شُرح في الفصول اللاحقة ولن أطيل الحديث فيها نظراً لتعقد الموضوع ولأنه لدي شخصياً عدة مآخذ هُنا وهناك على نقاط السيد قطب ..

لكن هُناك فقرة أزعجتني وآلمتني لأنها حقيقة وواقع يُطبق بإصرار حتى يومنا هذا، وهذه الحقيقة تساهم أكثر وأكثر في إبعاد الأفراد – الطلاب الشباب على وجه الخصوص- وتنفيرهم من حقيقة الإسلام وجماله ..

واقع المدارس والتدريس وبناء المناهج وإيصالها .. كيف ارتبط الدين والعربية بالملل والجمود والحفظ والكسل والكثير من الموانع والمحرمات والقضايا القديمة قدم هذه الرسالة دون أدنى محاولة لتجديدها وبث روح التطلع والمغامرة والتفكير والإستنتاج تحت ذريعة ” ديننا واحد” و لغتنا مأثورة ممن قبلنا !

ودعوني أقتبس هُنا :

Screen Shot 2013-06-22 at 9.24.50 PMScreen Shot 2013-06-22 at 9.24.57 PM

وهنا يتحدث عن حال حصص الدين والعربية المدفوعة دوماً بإستحقار غير ظاهر وغير مقصود “في مدارسنا الحالية” لكن بقصد وتخطيط في المدارس الحكومية الممولة أجنبياً في مصر في تلك الحقبة

Screen Shot 2013-06-22 at 9.25.31 PM

نهاية الكتاب ممتع وجميل، فتح لي الكثير من مسارات التفكير المهمة بالرغم من عدم إتفاقي على بعض محاوره ورغبتي في نقاش أكثر عمقاً فيها .. لكن الكتاب كُتب للشباب، بلغة مبسطة جداً ومشروحه وبالتأكيد أنصح بقراءته،.

أو لأكون أكثر تحديداً بقراءة أول فصلين فيه لأهميتهما ..

 

– قراءة ممتعة –

 

رأي واحد على “هل نحنُ مسلمون ؟

  1. انا عايزة اشترى الكتاب دا أشتريه منين سألت عليه وملقتوس ياريت حد يفيدنى ؟؟؟؟؟؟

وما رأيك أنت؟

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s