سؤال جميل آخر أتاني في Ask.fm
السؤال بسيط جداً لكنه مهم كثيراً للمدونين، خاصة من يمارس التدوين كهواية أو نشاط جانبي بدون أية فوائد مادية ..
حاولت قدر الإمكان وضع عدة نقاط تساعد في طرح التدوينات والتغلب على الكسل التدويني الذي وبكل صراحة أُعاني منه أيضاً !
دعوني أطرح إعترافاً مهماً هُنا، كتابة تدوينات لا تحوي أي معلومات موثقة أو حقائق صعب جداً، أنا أصارع عقلي هُنا – ترفع قبعتها لكتاب المدونات المقالية –
وأيضاً اعتراف آخر، التدوين بالرغم من كونه نشاط ممتع ومهم، إلا أنه كواجب التعبير في المدرسة، من أسهل ما يكون، ومن أصعب مايتم ترجمته على الورق! أظن ان المدونين الجادين أشخاص يستحقون الإحترام فعلاً، فبالممارسة المنتظمة لهذا النشاط استطاعوا فتح غرفة خاصة في عقولهم ليفتحوا المزاج التدويني متى ما أرادوا، بعكس الذين لا يفتحون المدونه إلا إذا أصابتهم حكة التدوين والكتابة ليقضوا ساعات طوال يحاولون تذكر كيفية إستخدام اللغة العربية لوصف جملة ما 😀
كالعادة وكأي بشري يصارع في هذه الحياة المعتمدة على إنجازات الأنا وتفوقها، بالرغم من توفر الوقت والزمن المطلوب لإنجاز هذه المهام المتوسطة الصعوبة لكن الضائعة دوماً نظراً لفوضوية توزيع الوقت وعدم إستيعاب مفهوم الإنجاز اليومي الضائع مع ترويحات القرن العشرين من تكنولوجيا أو مجاملات إجتماعية أو ماشابه من مئات الأشياء التي نقوم بها تقليداً للآلاف غيرنا بالرغم من أننا جميعاً نتفق على كونها مملة وغير مثمرة لا على الصعيد الشخصي أو المجتمعي ..
لن أتحدث عن أسس التدوين أو القواعد المنتشرة لتخصيص مدونتك ومعرفة الهدف والأسباب وكل تلك الأمور المصدعة للرأس والتي تناسب إختباراً مملاً في الجامعة، بل سأتحدث من تجربتي الشخصية ولنأمل أن تكون مفيدة وواضحة للقارئ الكريم ..
أخطط، أم أتبع ثورة الحماس ؟
سؤال مهم و من الصعب الإجابة عنه كذلك، إذ إن المدون يرى أنه يجب أن يخطط لتدويناته المستقبلية حتى تنزل شاملة ومتكاملة، لكنه في نفس الوقت قد يجابة ثورة وتفجراً في الحماس التدويني الذي “قد” يكبحه ليموت عليه ويصيع حماسة وتدوينته الجديدة أيضاً!
بالطبع خيار التخطيط مهم، لكن التخطيط يجب أن لا يحصر بالطريقة التقليدية في التخطيط وكتابة القوائم والمهام والأفكار التي يجب مناقشتها .. بل بالإمكان أن يخطط الفرد مع نفسه في الموضوع الذي يرغب بالكتابة عنه وأي نقطة سيتطرق لها وينطلق بحماسة ليكتب مع الإحتفاظ بالفكرة الأساسية حاضرة بذهنه أثناء التدوين وشخصياً هذا ما أقوم به دوماً في تدويناتي .
سلبيات هذه الطريقة هي أنه ستجد دوماً نقطة أو اثنتان منسيتان في غمرة الحماس ونشاط الكتابة، بالطبع يمكن التغلب عليها من خلال كتابة تدوينة ثانية مكملة للأولى، أو ببساطة في ذكر هذه النقاط بإقتضاب في الردود المناقشه مع زوار المدونة الخاصة بك.
الطريقة الأخرى هي التخطيط الجاد للمدونة، لاحظت هذه الطريقة لدى بعض من المدونين الجادين، حيث يستغرق كتابة موضوع واحد من أسبوع لأسبوعين من التخطيط والبحث المعمق والكتابة والمراجعة المستمرة، هذه الطريقة ممتازة، لكن عيبها هو أن المدون قد يفقد حماسه و يترك التدوينة دون أن تنتهي ولا ينشرها، بل وقد ينساها في مجلد المسودات
تشعر بالرغبة في الكتابة، أكتب! طعام الغداء لن ينبت أقداماً ويهرب، لكن الأفكار تفعل!
هذه هي نصيحتي! النوم لن يطير ! والطعام لن يفسد بليلة وضحاها، كما أنك لن تموت إن تركت شعرك منكوشاً تضحية لفكرة نزلت عليك وأنت تتجهز لمناسبة إجتماعية مهمة وهذه الفكرة المزعجة قررت الآن من بين كل الأوقات لتصرخ في عقلك معلنة وصولها الملكي !
أكتب ماتفكر به! أكتب الكثير من الملاحظات، أحضر ورق ملاحظات صغير وضعه بجانب طاولة جهازك الحاسبي وأكتب كل مايصرخ داخلك فربما ألهمك لتدوينة مستقبلية! ضع دفتر ملاحظات صغير بجانب وسادتك واحرص على أن تفرغ رأسك قبل أن تنام. أحرص بشدة على أن تكتب كُل مايُبهرك ويشد بصرك، اكتب كل فكرة مهما ظننت أنها واضحة وسهلة التذكر وبسيطة، صدقني، لعقولنا نزعة سادية، فهي تحب أن تحجب الأفكار وقت الحاجة إليها !
إقرأ، شاهد، اسمع
كما قلت، إقرأ أكثر، اسمع كُل شيء وحلله أكثر، وشاهد الكثير من البرامج التلفزيونية أو اليوتيوبية وتتبع مصادرها وأساس مواضيعها، ستكتشف دوماً معلومات جديده ومثيره تدعوك غصباً للإندفاع أكثر في التبحر فيها وبالتالي الرغبة الجامحة بالحديث عنها و – تدوينها – في مدونتك !
كما أن القراءة المستمرة تعطيك نظرة أعمق لكيفية تحويل الأفكار لنص مكتوب وكيف تترجم التشبيهات والوصف والشروحات لجمل متناسقة سهلة الفهم والإستيعاب، القراءة جنة ()
أغلق الإنترنت، احذف برامجك، تخلص من الدودة آكلة الوقت
أظن أن هذه هي أهم نصيحة يمكن أن أعطيها لأي شخص في الوقت الراهنك أغلق الإنترنت !
افصل جوالك من الخدمة وأرمي البطارية بعيداً! تأكد من أنك لست جائعاً أو ترغب بالنوم أو تنتظر حلقة جديده من مسلسل تلفزيوني بعد نصف ساعة، احرص على أن تغلق كل المشتتات من حولك وتجلس أمام شاشة الكمبيوتر بعد أن حذفت كل البرامج التي تسبب بإلهائك وتكتب، مع ورقة صغيرة تذكرك بأنك إن أنهيت عملك مبكراً فستكافئ نفسك بالكثير من المُتعة واللعب ! وصدقني ” الشغل يجر الشغل” .. حالماً تنتهي من التدوينة الأولى ستشعر برغبة كبيرة بإكمال تدوينة ما نسيتها، أو بداية تدوينة أخرى، لا بأس أكمل العمل ولا تتوقف أبداً حتى تقفل عينيك ويغلق عقلك عن العمل !
لا تتوقف عندما تشعر بالحماس أبداً، وتخلص من كل شيء يمكن أن يشتتك ! احذف برنامج تويتر، ازل تمبلر من المفضلة، افصل الإنترنت أو اطلب من عائلتك أن تغير كلمة مرور الشبكة دون أن تخبرك عن الرقم الجديد حتى تنهي تدوينتك !
ببساطة ركز على ما تعمل به وستنجز !
هذا كُل ماستحتاج إليه الآن ولاحقاً وفي كُل وقت .. التركيز !
بإمكانك ” إن كان خيار إقفال الإنترنت صعباً” أن تشغل مقطعاً ذو أصوات طبيعية هادئة ليبقي أذنيك مشغولتان بالهدوء أثناء العمل لألا يشتتك أي أمر خارجي ” كما أفعل دوماً ”
من حسن الحظ أن يوتيوب لديها الكثير من المقاطع الهادئة الخاصة بالعمل
nature sounds relaxing
كذلك يوجد موقع اسمه coffitivity حيث الأصوات المعروضة تبدو وكأنها في وسط مقهى مزدحم. لتشعر بأنك تعمل خارج المنزل محاطاً برائحة القهوة والنشاط البشري !
مصادر خارجية وتدوينات ستفيدك إن أردت ان تعرف المزيد عن فن التدوين :
مصداقية الانترنت – الإعلام الجديد
أشياء يجب أن تأخذ في الحسبان قبل نشر تدوينة جديدة
.
.
***
هذا ما لدي عن التدوين، وهذا ما أمارسه شخصياً لبدء معظم تدويناتي، فماذا عنكم؟ ألديكم نقطة معينه لتتغلبوا فيها على الكسل وتبدأوا بالتدوين بكل حماس؟
شاركوني آرائكم وطرقكم 😀
توني بعد قراءه هالموضوع احس اني ابداااا ماراح ادون لانه صعب وفيه التزام امام الذات وانا ام الكسل والمزاجيه دايما اشوف افلام عن الكتاب والمؤلفين واقول ليه يبين انه يعاني وشكله متوتر طلعت هذي الاسباب تشرج حالتهم
آه لماذا ؟!
الكلام قد يبدو معقداً ويتطلب الكثير من العمل، لكن حالما تبدأين في كتابة تدوينة عن موضوع يشدك وتحبينه ستجدين أن الوقت يطير دون أن تنتبهي وفجأة تلاحظين طول التدوينة المستحيل من شدة الحماس!
جربي التدوين، فهو ممتع بحق، والقليل من تأديب الذات و تعليمها الإنتظام سيفيد بالتأكيد في الحياة مُستقبلاً;p
تدوينة جميلة جعلتني أفكر ملياً بتقييم وقتي وتقسيمه والدخول في عالم التدوين الذي طالما رغبت في تجربته 🙂 العائق الوحيد الملهيات من حولي التي أشعر أحياناً كثيرة أنها تقتلني
شكراً جزيلاً لك ^^
ياجمالك يا كاندي من ايام الاقلاع زماااان وانا اعشق تواجدك .. كنت اتابعك ونتشارك سويا احاديثنا عن حبنا باليابان وفنهم الجميل وشوي شوي لين خطيتي طريقك بقوه واصرار , أنتي دافع قوي وكبير بالنسبة لي في الاستمرار بالتدوين رغم ضيييق وقتي وقلة افكاري الا اني احب التدوين
اذا حسيت بالكسل اجي هنا تعطيني الهام وشحنه إيجابية حتى لو ما اضفت اي جديد بمدونتي لكن شحناتك الايجابيه في حياي حتى
راح أسعد كثيييراً لو عطيتيني من وقتك القليل وطليتي علي (L)
اتمنى لك التوفيق في امورك جميعها
أفكار جميلة. أحسست بأهمية التدوين بعد مقالك.
أنا شخصياً أعتبره متنفس أكثر من كونه التزام. لم أصل بعد إلى تلك المرحلة من حياتي و التي أرى فيها التدوين كواجب مدرسي لا بد من حله 🙂
أسلوبك ممتع بالمناسبة :$
تحياتي / خبطة