سعيدة هي …
صغيرة وخضراء، تتمايل مع دعابات الهواء اللطيفة وتضحك معها .. ترقص أحياناً وتغضب أحياناً أخرى ..
تبكي حزناً على حزن السماء فوقها حين تبكي ..
تصمت إحتراماً لغضب أمها حين تغضب ..
تعيش فصولاً من الحياة كاملة دون ملاقاة أحدهم، فعائلتها بجانبها، وأصدقائها يزورونها بداية كل إختلاف ..
فصباحاً، طائر ينسج عش زوجيته فوق غصنها الأعلى ..
وظهراً غنم تستريح تحت ظلها عن الشمس اللاهبة ..
بينما حين تغرب الشمس تودعها بقبلات حارة من الأشعة الملونة الجميلة أمام ناظريها، داعية القمر اللطيف ليؤنس ليلها ويبعد وحشتها ..
فصولاً طويلة هي التي تعيشها .. مليئة بالحياة، بالسعادة، وبالفقد أيضاً ..
فلا طائر إستمر بالعيش فوقها دوماً، ولا الغنم يزورها كل يوم ..
لكن لا بأس، لابأس فحياتها الطويلة مليئة بالسعادة .. فهي تفقد طائراً لتلتقي بثلاثة من أولادة يعيشون تحت ظلها، الغنم يختفي لتأتي بدلاً منه قطعان الحمر الوحشية لترتاح ليالي متعاقبة تفيء بظلالها ..
هي هي … شجرة واثقة باسقة متشبته بمكانها، وهم .. أولئك الضيوف الزائرين متى ما أرقتهم الدنيا المتحركة، ليرتاحوا تحتها، ويسعدو بثباتها …
Posted via m.livejournal.com.