… ورقة بيضاء ناصعة كـ ثلج يهطل في سماء ملبدة بالغيوم ..
غيوم بيضاء تتوسط تلك السماء المتجهمة ..
الكثير من البياض غطى الأرض، والكثير منه غطى السماء بسحاباته البيضاء ..
{ .. بياض
في كل مكان ألقي به ظلال عيني هنالك بياض ..
على ذلك الكرسي المتربع تحت شجرة التفاح العارية، على ذلك الرصيف حامل أسراب لسيارات المتدثرة بالبياض ..
على الآنا حيث مظلتي تحاول أن تحتمي من بياض يكاد يغطيني، الكثير من البياض حولي ..
حتى على شرفات المنازل تتماسك تلك البلورات الصغيرة مكونة لوحة غريبة مليئة بالبياض ، على غصون الأشجار العارية التي يفترض أن تنتحب على فقد أوراقها بالسواد ” مُلئت بالبياض ..
على أطراف أكتافي حيث يفترض أن مظلتي المهترئة تحميني من حُمى ذلك “البياض” ..
إنه فقط .. أبيض ..
العالم أبيض ، الكون أبيض بجزيئاته ، القلب ” يُفترض” أن يكون أبيضاً ..
إنه اللون الذي حكم العالم طويلاً، ولا يزال بغرزيته الطبيعية للبقاء ..
إنه فقط لا نهاية له ، ذلك البياض …
إنه فقط لون حتمي يجب أن نحتمي به بين فينة وأخرى ..
فهو مجرد حبيبات تكونت من ألوان حياتنا المختلفة ، لتشكلها بيضاء ..
كما يحب الكماليون أن يروا العالم من خلاله ..
*
16/2/1430
الإربعاء ، الواحدة ليلاً ..
بداية عودتي لقلمي بعد إنقطاع ..